لماذا نخسر دائمًا بعد أول صفقة ناجحة؟

0

متى تصبح المتاجرة شئ كارثي في سوق الفوركس؟

هل لاحظت انه بعد دخولك صفقة رابحة قوية، دائمًا ما تخسر في الصّفقة التالية؟ لماذا يحدث ذلك؟ حسنًا، هذا شئ لا يمكنك تجنبه اغلب الوقت. هناك تفسير علمي لذلك حيث انه بعد تحقيق صفقة ناجحة قوية يتولد شعور عند المتاجرين يؤدي بهم إلى العودة للتداول مرة أخرى بدون أي تجهيز مسبق وبدون ظهور أي اشارات تدعم فكرة الدخول.

الحصول على الثقة بالنفس “الكاذبة”  وادمان شعور الفوز عند المتاجرة، هذه الأشياء قد تقضي على حسابك فورًا وتجعلك خارج السّوق في غضون أيام. بعد عدة صفقات ناجحة، قد تتخيل وجود نماذج سعرية على الرسوم البيانية (وهي غير موجودة بالفعل).. وستحاول اقناع نفسك بوجود صفقات جيّدة لتعود مرة أخرى للسوق (مشاعر لا إرادية)..

قبل استكمال مقالنا هذا، دعونا نوضح شيئًا هامًا للغاية؛ لن يكون باستطاعتك تجنب كل الصّفقات الخاسرة.. هذا شئ مستحيل ولا يمكن تحقيقه ومن يروج لمثل تلك الأفكار هو شخص لا يعرف شيئًا عن سوق الفوركس.. طالما دخلت سوق الفوركس، فعليك أن تستمتع بالخسارة كما تستمتع بالربح.. المهم أن تكون ارباحك اكبر من خسائرك.. هكذا تحقق الفوز.. ما نتحدث عنه في هذه المقالة هو الصفقات الخاسرة التي تستطيع تجنبها.. هذا النوع من الصّفقات يمكننا التحكم به حيث أنّه مبني على المشاعر وكيمياء الدماغ.. هل تعرف شيئًا عن ذلك؟ ستحتاج إلى خطوات علمية مدروسة للتعرف على مثل تلك المشاعر وتجنبها عند المتاجرة… لنستكمل مقالنا..

 

لماذا نميل إلى الخسارة بعد تحقيق المكاسب؟

هل تعلم أن أخطر وقت للمتاجرة هو بعد تحقيق صفقة رابحة. ربّما يندهش البعض منكم من هذه الحقيقة، ولكن هناك اساس علمي تقوم عليه هذه المعلومة.. دعونا نكتشف هذا الامر..

بعد قيامنا بعمل صفقة ناجحة، نشعر شعورًا جيّدًا..  شعور رائع لا يمكنك مقاومته.. ولماذا تقاوم هذا الشّعور؟ حسنًا، الأمر ليس بهذه السّذاجة.. حيث يمكن أن يؤدي هذا الشّعور إلى كارثة إذا كنت لا تعرف كيف تتعامل مع ما يجعلك تشعر به.. نحن نتحدث عن “الدوبامين”  وهي كيمياء المشاعر الجيّدة والتي تنطلق في دماغك (اعرف أكثر عن الدوبامين هنا) عندما يحدث شئ يجعلك سعيدًا، مثل صفقة رابحة! ما خطورة ذلك؟ الخطر يكمن في ادمان هذا الشّعور.. من الممكن أن تصبح مدمنًا لهذا الشّعور الذي تحصل عليه من الدوبامين.

بالنسبة للمضارب، هذا يعني أنه بعد صفقة ناجحة،  سنقوم بالمتاجرة بشكل مبالغ فيه وسنقوم أيضًا بعمل بعض الأشياء الغبية في المتاجرة؛ لأن عقولنا – لا اراديًا – ستبحث فقط عن استمرار هذا الشعور الرائع (الدوبامين). تخيل كل ما تبحث عنه هو استمرار هذا الشعور؟ إذا كان هذا هو هدفك، تأكد أنك ستواجه الكثير من المشاكل الكارثية التي قد تؤدي إلى خسارة أموالك. حسنًا، عندما يصل الدوبامين إلى اقصى حالاته بعد صفقة ناجحة، عقولنا تفقد الاحساس بالخطر الموجود في السّوق ومن الممكن أن يؤدي هذا إلى الابتعاد عن قواعد الطّريقة أو الاستراتيجية التي نتبعها في المتاجرة.

عقولنا ستفعل أي شئ فقط لتبقي هذا الشعور الرائع بالسّعادة. وللاسف الشّديد، هذا يعتبر نوع من الادمان مثله مثل المخدرات، والمقامرة.. إلخ.. حيث تنطلق (الدوبامين) سواء كان ما تفعله جيد أو سئ لك أو لجسدك.. المهم هو الشّعور بالسعادة والاستمرار في هذا الشعور..

الفكرة أن الفعل نفسه اصبح مصدرًا للسعادة، بمعنى ان دخولك للسوق في الصّفقة الرابحة جعلك تربح المال وجعلك سعيدًا أيضًا، هكذا نجد أن دخول الصّفقة سوف يولد المزيد من “الدوبامين” في دماغك ومن ثم ستحاول الحفاظ على استمرار هذا الشّعور.. وهَلُمَّ جَرّا.. أتمنى أن تكون قد فهمت الآن مدى خطورة هذا الامر، وكيف يمكنه أن يؤدي إلى خسارة حسابك بالكامل لا قدر الله.

سيحصل الدماغ على ما يريد في نهاية الامر، سواء كنت رابحًا أم خاسرًا. كمتاجرين، علينا أن نكون منتبهين كل الانتباه من التسلسل الذي قد يحدث وقت المتاجرة. (الدوبامين) هو بالفعل سلاح ذو حدين حيث يمكنه أما أن يعزز العادات السّيئة أو يعزز العادات الجيّدة. الامر يرجع لك في النهاية، حيث يمكنك استخدام هذا الشعور في تعزيز العادات الجيّدة فقط. أنت الوحيد الذي يستطيع فهم عقله والتحكم في هذا الشّعور حتى لا يتحكم فيك تحكمًا سلبيًا.

 

حلول عملية

الآن وبعد أن تعرفت كيف أنّه من السّهل خسارة أموالك بعد صفقة رابحة.. حان الوقت لمعرفة كيفية تجنب هذا المأزق في صفقاتك القادمة. السّر يمكن في تحديد بعض المعايير لضبط نفسك عند المتاجرة، ولتوقف نفسك عند المتاجرة بالمشاعر أو عندما يكون الدافع الوحيد للمتاجرة هو “الدوبامين”. الحل لهذه المشكلة هو أن تتأكد من أنك تقوم بالمتاجرة إذا تحققت بعض العوامل الفنية الخاصة باستراتيجية العمل الخاصة بك أو نظامك في المتاجرة، والذي يجب أن يكون واضحًا وضوح الشّمس حتى لا تخسر أموالك بسبب تلكم المشاعر الكاذبة. إذا كنت لا تمتلك خطة متاجرة بعد، فيجب عليك أن تقوم بناء خطة للمتاجرة ومن ثم اتباعها حتى لا يكون دخولك السّوق دخولًا عشوائيًا. كل ما علينا هو أن نفهم كيمياء عقولنا جيّدًا  وأن لا تتسبب هذه الكيمياء، التي تجعلنا نشعر بالسعادة مثل “الدوبامين”، إلى ادمان دخول صفقات غير مبنية على اساس أو قواعد صحيحة في المتاجرة. وإليك بعض الحلول التي ستفيدك في معركتك ضد الميل إلى المتاجرة (بدون داعي) بعد الصّفقات الرابحة:

 

  • لديك استراتيجية تداول واضحة – تقوم فقط بدخول الصّفقات التي تناسبك.
  • لديك خطة تداول مبنية على اساس استراتيجية التداول الخاصة بك.
  • المتاجرة بحدود؛ بمعنى أن لا تترك الحبل على الغارب كما يقولون. عليك الالتزام بمستهدف ووقف خسارة مناسبين.
  • هل تعرف ما هو المعيار الوحيد الذي سيحدد ما إذا كان دخولك مبني على ادمان فتح الصّفقات فقط؟ استراتيجيتك في المتاجرة ومدى احترامك لها.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.