قد تحدثنا في المقال السابق إن في ذلك لآية.. 2016 عام للعبرة في الفوركس، عن الأشياء التي لم تكن متوقعة و قد أثرت على سوق الفوركس بطريقة قوية، حيث آثارت الأحداث الغير متوقعة مستويات عالية من المخاوف بسبب التقلبات الكبيرة التي حدثت.
و السؤال الأن كيف نستعد لكل السيناريوهات المحتملة في 2017؟
سنستعرض في هذا المقال الخطوط العريضة و المحتملة التي ظهرت بوادرها منذ مطلع هذا العام.
الدولار الأمريكي:
يسعى الدولار الأمريكي للسيطرة بسبب رفع الفائدة الذي حدث في ديسمبر 2016 وسط احتمالات برفعها مرة أخرى في الربع الأول من 2017.
بريطانيا و الجنيه الاسترليني:
على صعيد الجنيه الاسترليني تجرى مفاوضات بين بريطانيا و الإتحاد الأوربي على كيفية خروج بريطانيا، وسط التخوف من الخروج الصعب (Hard Brexit) الذي قد يدفع المستثمرين إلى بيع الاسترليني، مما سيؤدي إلى خسائر فادحة.
ما هو الخروج الصعب (Hard Brexit)؟ أن تتخلى الممكلة المتحدة عن كل الارتباطات مع الإتحاد الأوربي، خصوصاً الإتفاقيات التجارية مع الإتحاد الأوربي، فستخرج بريطانيا من السوق الأوربي الموحد، مما يعني حاجة بريطانيا إلى عمل إتفاقيات جديدة مع دول الإتحاد الأوربي، فإذا حدث ال (Hard Brexit) ستخضع السلع و الخدمات البريطانية على رسوم جمركية قدرها 10%، على سبيل المثال السيارات المصدرة من بريطانيا ستخضع لضريبة جمركية، مما سيؤثر على كل الشركات المتواجدة في بريطانيا.
ما هو الخروج السهل(Soft Brexit): هذا يعني أن المملكة المتحدة لم تعد عضو في الاتحاد الأوروبي ولن يكون لها مقعد في المجلس الأوروبي، ولكن ستبقى بريطاينا داخل إتفاقية السوق الأوربي الموحد، سوف يتم تداول السلع والخدمات مع دول الاتحاد الأوروبي المتبقية على أساس معفاة من الرسوم الجمركية، ستبقى بريطانيا ضمن الاتحاد الجمركي في الاتحاد الأوروبي، و يوجد نماذج لهذا النوع في بريطانيا مثل دول النرويج وأيسلندا، والتي هي ليست أعضاء في الاتحاد الأوروبي ولكنها ضمن السوق الأوربي الموحد.
أوبك و أسعار البترول:
بالنسبة للبترول، أظهر البترول إنتعاشاً مع بداية السنة الجديدة، بعد توصل الدول الأعضاء في منظمة أوبك إلى إتفاق بتخفيض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يومياً، الأمر الذي إلى صعود البترول إلى مستويات قياسية عند 55$ للبرميل، و هي مستويات لم يصل إليها منذ شهر يوليو 2015، ينبغي توجيه الإهتمام لمنظمة أوبك و متباعة التطورات التي تحدث هذا العام، مع العم أن ليست كل الدول المنتجة للنفط أعضاء في أوبك، في حالة إلتزام الدول بخفض إنتاجها هذا العام قد لا نرى أي تقلبات في البترول، و لكن عدم الإلتزام بخفض الإنتاج هذا العام قد يؤدي ذلك إلى هبوط جديد في أسعار البترول.
اليورو و الإنتخابات الفرنسية:
على صعيد اليورو، فالمخاطر السياسية تأتي من جانب فرنسا، الإنتخابات الرئاسية الفرنسية التى ستجرى في شهري ابريل و مايو، وسط تصريحات من المرشحة مارين لوبان بأن في حالة فوزها ستقوم بالتصويت على الخروج من الإتحاد الأوربي (Frexit)، كل هذا جعل اليورو ضعيف للغاية مع قرب وصول زوج اليورو دولار إلى منطقة التعادل (Parity) أحلام بدأت تدخل دائرة الضوء و أصبحت على وشك الحدوث، مع وجود احتمالات برفع الفائدة الأمريكية، و الحالة المعنوية للسوق بأن اليورو دولار سيستمر في الهبوط، كل هذه الأسباب تزيد الضغط على اليورو، مع العلم أن زوج اليورو دولار هبط يوم 3 يناير 2017 و وصل قرب مستويات 1.0350.
تذكر دائماً أن في الأزمات تصنع الثروات، يجب على كل متداول أن يكون على علم بكل هذه الأحداث و يتابع تطوراتها حتى يتجنب الخسارة بسببها، و يعرف كي يجني الأرباح من خلالها.
مقال رائع !!