هل سبق وأن شهدت نموذجًا تداولي متكاملاً ونقاط إدخال عمليات تداولية مثالية ولكنك ترددت في إجراء العملية التداولية؟
أنا متأكد من أنك في تلك اللحظة بالذات تتبادر إلى ذهنك العديد من الأفكار وتجد صعوبةً بالغة في اتخاذ قرار حاسم.
فما رأيك إذا أعطيتك قائمة بأسئلة ينبغي عليك الإجابة عنها قبل التداول, ستسهل عليك كثيرًا من إدخال الصفقة التداولية والانتظار دون قلق ,حتى يسير التداول في المسار المخطط له ؟ هل يبدو ذلك جيدًا ؟
في هذه المقالة، سأذكر بعض القواعد أو الأشياء الهامة التي ينبغي عليك مراعاتها قبل إجراء عمليات تداولية.
وهي نفس القواعد التي أتقيد بها, عندما أجري صفقات تداولية وقد ساعدتني كثيرًا في التداول، لذا تابع القراءة حتى النهاية.
لماذا ينبغي عليك طرح تلك الأسئلة على نفسك قبل إجراء العمليات التداولية ؟
هل لديك قائمة مرجعية تتحقق منها قبل التداول ؟
قرأت كتابًا ذات مرة للكاتب “أتول قواندي” بعنوان “القائمة المرجعية للتحقق (Checklist Manifesto)”, يستعرض هذه الكتاب ممارسة عملية لكيفية اتخاذ القرارات ,وفقًا لقائمة مرجعية محددة مسبقًا في أنشطة ,تجاربة ومجالات مهنية مثل الطب. يركز الكتاب على استخدام القوائم المرجعية في مختلف أمور حياتنا اليومية والمهنية، حيث يشرح “أتول” في هذا الكتاب كيف يمكن للقوائم المرجعية تحقيق نتائج أكثر فعالية واتساقًا. بما أن التداول هو عملية تجارية محاطة بالمخاطر ولا ينبغي التعامل معها بدرجة أقل من ذلك، ألا ينبغي على المتداولين, أيضًا اتخاذ كل إجراء بناءً على قائمة مرجعية؟
فيما يلي بعض الأمور التي تتضمنها قائمتي المرجعية السابقة للتداول, والتي أحرص على الالتزام بها قبل إجراء أي عملية تداولية.
1. هل تتداول وفق ما تراه أو وفق ما تتمنى رؤيته ؟
ثمة فارق بين ما تراه وما تعتقد أنه قد يحدث في السوق. لا تتداول إلا وفق ما تراه يحدث أمام ناظريك الآن. ولا تحاول التنبؤ بالطالع.
نظرًا لأن التحليل الفني يحيطه جانب شخصي أكثر، فقد يفسر متداولون مختلفون مخططات الأسعار بطرق متغايرة.
فقد يحدث غالبًا أن يتطلع متداول إلى نمط سعري لم يتكون بعد، وبالتالي لا يمكن تأكيده، ومع ذلك يواصل المتداول التحقق منه واتخاذ إجراءات، لا لشيء سوى لإثبات أنه خاطئ.
وكما أشرت مسبقًا، لا تحاول التنبؤ بالطالع ولا تتنبأ بالنمط التالي للأسعار، ولكن يحرى بك السماح لنمط لأسعار بالمضي قدمًا أمامك ومن ثم اتخاذ قرار وفقًا لذلك.
غالبًأ ما يرتكب المتداولون الهواة أو المبتدئون فعلاً خاطئًا يتمثل في التداولز وفق ما يتمنون رؤيته وليس وفق ما يحدث فعلاً. وتتمثل أفضل الطرق للتداول وفق ما تراه في الحصول على بعض التطابقات أو التأكيدات.
أعلم أن التأكيد أو التطابقات قد تستغرق وقتًا وقد تترنح الأسعار, بعيدًا عن أفضل نقطة دخول، ولكن أليس من الأفضل البقاء آمنًا بدلاً من الشعور بالندم؟
2. هل تتيح خطتك التداولية الظفر بالصفقة تداولية ؟
ما المقصود بخطة التداول ؟ تشير خطة التداول إلى النظام الذي تنشؤه بعد إجراء الاختبار الرجعي بعناية حيث يشير لك إما بإجراء صفقة تداولية أو لا.
حسنًا، إذا كنت تتداول خلال أنماط الأسعار الاختراقية واختبرت ذلك بشكل مناسب، فهل ستجري عملية تداولية إلى رأيت مؤشر متوسط التحرك المتقاطع؟ ستكون الإجابة بالنفي القاطع، فلا ينبغي عليك تداول أي شيء لم تختبره وليس مدرجًا في خطتك التداولية.
حتى إذا أجريت تداولاً وفق مؤشر متوسط التحرك المتقاطع، وسار التداول لصالحك، فلن يعدو الأمر كونه حظ مبتدئين. وقد يحالفك الحظ مجددًا، ولكن إذا سار التداول عكس توقعاتك فلن يكون لديك أدنى فكرة عن كيفية التعامل مع ذلك.
يمكنك دائمًا الجلوس على مكتبك ووضع خطط تداولية جديدة ومختلفة وإجراء العمليات التداولية وفقًا لها، ولكن من الضروري دائمًا الالتزم بخطتك.
إذا لم تكن الفرصة السانحة أمامك متوافقة مع خطتك التداولية، فالأفضل لك صدقًا تجاهلها حتى وإن بدت مربحة مهما كانت مغرية وجذابة.
3. هل تعرف أين تضع صفقاتك التداولية ؟
في كل مرة تردك إشارة فوركس تداولية توافق خطتك التداولية، ستجد دائمًا مستوى أسعار يجب عليك إدخال صفقتك التداولية به.
إذا لم تكن تعرف أين تدخل صفقاتك التداولية فأنصحك من قلبي بالابتعاد عن المنصة التداولية وإعادة تقييم خطتك التداولية.
تمثل مواضع إدخال الصفقات التداولية جزءًا أساسيًا من الخطط التداولية، وإذا لم تكن متيقنًا منها، فينبغي عليك العمل على تحديدها قبل تكبد خسائر هائلة أثناء التداول.
وقد تتصادف أحيانًا بأنك تعرف تمامًا مواضع إدخال الصفقة التداولية ولكن ينتهي بك الحال بتفويت هذه الفرصة، فما الذي ينبغي عليك فعله؟
من الأسلم في هذه الحالة عدم التمسك بالصفقة وعدم التداول. يؤدي إدخال الصفقات التداولية متأخرًا إلى تغيير نسبة المخاطر إلى العوائد الخاصة وقد ينتهي الأمر بالمخاطرة بأكثر مما تخطط لجنيه في حال كان التداول حليفك.
4. كيف تعرف أين تضع أمر وقف الخسارة ؟
يسود سلوك شائع بين المتداولين قليلي الخبرة يتمثل في تحديد مستويات جني الأرباح بعد إدخال الصفقات التداولية. ولكن الأحرى بك أن تضع أمر وقف الخسارة قبل مستوى جني الأرباح.
تتسم أوامر وقف الخسارة بأهمية بالغة لإدارة المخاطر كما أنها عنصر مهم لتعزيز استراتيجية التداول.
يجب أن تشتمل كل عملية تداولية على أمر وقف خسارة إلا إذا كنت مستعدًا لتكبد خسائر باهظة ولا تشغل بالك مطلقًا بإدارة المخاطر.
يجب أن يتوافق أمر وقف الخسارة مع خطتك التداولية، وإذا لم تتضمن خطتك النداولية أمر وقف خسارة، ينبغي عليك إيقاف التداول والعمل على تحسين خطتك التداولية.
5. هل حددت حجم صفقتك التداولية بشكل صحيح ؟
يعمل تحديد حجم الصفقة التداولية مع وضع أمر وقف خسارة على تحسين إدارة المخاطر أثناء التداول. ينبغي أن يتوافق حجم صفقتك في عملياتك التداولية مع إشارات المخاطر أو حدود المخاطر التي وضعتها لنفسك.
يؤدي التداول بكمية تتجاوز حدود المخاطر الخاصة بك إلى تعريضك لخسائر أكبر، في حين يؤدي التداول بكمية أقل عن الكمية المطلوبة إلى جني أرباح أقل. ولذلك، ينبغي أن يكون حجم الصفقة مناسب تمامًا، وينبغي أن يتوافق مع قدرتك على مواجهة المخاطر.
ينبغي أن تشتمل الخطة التداولية النموذجية على أمر وقف خسارة وحجم صفقة مناسب مما يضمن إدارة المخاطر على نحو أفضل.
6. كيف تعرف متى تغلق الصفقة وتجني الأرباح ؟
تتمثل أسمى رغبات المتداولين في إغلاق التداول مع تحقيق أرباح أو تنفيذ أوامر جني الأرباح. وعلى الرغم من أن ذلك لا يتسم بنفس أهمية أمر وقف الخسارة، إلا أن تحديد مستويات جني الأرباح مهم أيضًا عند التداول.
يجب أن يعلم المتداول متي يخرج من التداول أو يحدد مستويات الأسعار التي ينبغي عليه خلالها التطلع للظفر بالصفقة.
إذا اختبرت خطتك التداولية جيدًا، فهذا يعني أن لديك بالفعل خطة لإغلاق عملياتك التداولية. قد يغلق بعض المتداولين جميع عملياتهم التداولية في آن واحد، في حين يحدد البعض الآخر مستويات متعددة للإغلاق.
ويرجع ذلك الأمر للمتداول نفسه، ويستند إلى نوع الاستراتيجية التي يسلكها المتداول وخطته التداولية. إذا كانت خطتك التداولية تتيح لك وضع أوامر وقف خسار أو إنهاء التداول في بعض أجزائه، فتداول وفقًا لها. إذا لم تشتمل خطتك التداولية على خطط الإغلاق تلك، فما عليك سوى إغلاق الصفقة ككل في آن واحد.
7. هـل تتمتع بحالة ذهنية جيدة ؟
هذا سؤال بالغ الأهمية يجب أن يسأله كل متداول لنفسه قبل إجراء عمليات تداولية، ولكن لا يفعل ذلك سوى عدد قليل منهم.
وقد أشرت كثيرًا في مقالاتي بل وخصصت مقالات بعينها للجانب النفسي أثناء التداول، مشيرًا إلى أن التمتع بحالة ذهنية جيدة عند التداول يضعك على طريق النجاح.
فما هي الحالة الذهنية المناسبة التي يجب التمتع بها قبل إجراء العمليات التداولية؟ ينبغي على المتداول أن يكون هادئ البال يتمتع بحالة استرخاء تامة. كما لا ينبغي عليه التتوق لإجراء عمليات تداولية أو مجرد حصد صفقات تداولية قليلة الربح.
يجب أن يتمتع بحالة ذهنية تؤهله للتحلي بالصبر وانتظار توافق العمليات التداولية مع خطته بدلاً من اتخاذ قرارات فوضوية.
ينبغي أيضًا مراعاة ما إذا كنت تكبدت خسارة في عملية تداولية سابقة، وما إذا كنت تتداول بدافع الثأر.
إذا خسرت صفقة تداولية في السابق، فلا بأس بذلك تمامًا، ولكن إذا كنت ترغب في إجراء العملية التداولية كنوع من الثأر من السوق، فاركض بعيدًا عن مكتبك ولا ترجع إليه إلا عندما تكون هادئ البال.
إذا ربحت صفقة تداولية أو ربحت سلسلة صفقات تداولية في السابق، وكنت في غاية السعادة ويتغمدك شعور داخلي بالثقة المفرطة، فلا ينبغي عليك أبدًا نسيان حقيقة أن الخسارة قد تباغتك من مكان ما وأنك ينبغي عليك التصرف بتواضع أو التواضع عند التداول في السوق.
لماذا ينبغي عليك طرح تلك الأسئلة على نفسك قبل إجراء العمليات التداولية ؟
قد يراود عقلك سؤالاً مثل “ما الفائدة من هذا القائمة المرجعية؟” و”لماذا أطرح تلك الأسئلة؟”. حسنًا، كما شرحت سابقًا، تساعد القوائم المرجعية على تحسين فعاليتك وتزيد من اتساق عملياتك التداولية.
ويشرح الكتاب المشار إليه بالأعلى هذا الأمر جيدًا، كما أنه بسيط في شرحه. يبذل المؤلف مجهودًا مدهشًا لتوضيح أهمية القوائم المرجعية.
تضمن لك القوائم المرجعية اتخاذ قرارات عملية قائمة على نتائج تحليلية. كما تحافظ على آلية سير الأمور.
لقد ناقشت 7 أسئلة ينبغي على كل متداول طرحها قبل إجراء العمليات التداولية، وهذه قائمة مرجعية
ينبغي عليك الانتهاء من عناصرها واحد بعد الآخر.
فور الانتهاء من ذلك، ستتأكد من نموذجية عمليتك التداولية ومن توافقها التام مع خطتك التداولية وخطتك لإدارة المخاطر.
سيسمح السؤال المتعلق بالحالة الذهنية والنفسية أثناء التداول للمتداول بالتحكم في مشاعره ومنعها من الانسياق وراء أي غرائز.
لست أنا مكتشف تلك الإجراءات أو مستحدثها. فقد اتبع تلك الإجراءات ونفذها أكثر المتداولين نجاحًا.
إذا كنت تقرأ عن المتداولين الأسطوريين، فستفهم أن الأمر لا يقتصر فقط على شراء وبيع الأصول
لتحقيق المتداول رحلةً تداولية ناجحة،
ولكن الأمر يتعلق أكثر بالأمور البسيطة المؤثرة التي يتبعها المتداول
بعيدًا عن الشراء والبيع، والتي تضمن له تحقيق هذا القدر من النجاح.
هل لديك قائمة مرجعية تتحقق منها قبل التداول ؟
هذه هي بعض الأسئلة التي أطرحها دائمًا على نفسي, قبل إجراء عمليات تداولية، يمكنك اختيار اتباع هذه الاستراتيجية، والحصول أيضًا على أسئلة إضافية يمكنك إضافتها للقائمة المرجعية.
اسمح لي أن أعرف رأيك في ذلك وما إذا كان لديك شيئًا تود إضافته.
لا تتردد في التواصل معنا لطرح أي سؤال أو أي شيء عمومًا، وسأكون سعيدًا بالإجابة عن كل استفساراتك.
لا تنسى مشاركة هذه المقالة مع الآخرين وساعدهم على الانتفاع بنظام القائمة المرجعية هذا.